السيلينيوم و فوائده و وظيفة الغدة الدرقية


السيلينيوم معدن يوجد في الجسم بكمية ضئيلة و هو ذو خصائص مضادة للأكسدة , و معظم هذا التأثير ينشا عن الدور الأساسي الذي يقوم به السيلينيوم في عمل إنزيم داخل الجسم يدعى ( بيروكسيديز الجلوتاثيون ) و يعمل هذا الإنزيم على إزالة سمية الجسيمات الحرة للبروكسيد التي لها علاقة بكل شيء يصيب الجسم من أمراض السرطان إلى مرض القلب.

و السيلينيوم يخزنه الجسم أساساً في الكبد و الكليتين و هو كثيراً ما يكون متحداً بفيتامين ( ھ ) و يرى بعض العلماء أن السيلينيوم يمكن حتى أن يقوم بعمل مضاد أكسدة عند نقص فيتامين ( ھ ) في الجسم.

و إضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة يدخل السيلينيوم في عملية بناء الأنسجة الضامة ( أي الأنسجة الموجودة في المفاصل و الأربطة و الأوتار ) ,و يبدو أنه يلعب دوراً في وظيفة البروستاجلاندين و هي مواد دهنية مشتقة شبيهة بالهرمون.

و في ولاية أريزونا نشرت دراسة دقيقة أشارت إلى أن كمية السيلينيوم  المتناولة عن طريق الغذاء ذات علاقة عكسية مع نمو أنواع عديدة من السرطان , و من المحتمل جداً أن هذا الاكتشاف ذو علاقة بالنشاط المضاد للأكسدة للمعدن نظراً لما يعتقده العلماء بأن الجسيمات الحرة الهائمة تسبب التحويلات الأولية في الخلية و التي تكون أساساً السبب لمعظم السرطانات.

و من الجوانب الأقل معرفة عن هذا المعدن هو الدور الذي يلعبه في تكوين هرمون الغدة الدرقية , و كما يعلم معظم لاعبي كمال الأجسام أن الغدة الدرقية و التي تقع في منطقة العنق تفرز الهرمونات التي تتحكم في التمثيل الغذائي داخل الجسم, و تناول السيلينيوم يمكن أن يقوي أو يعيق تكون هرمونات الغدة الدرقية إعتماداً على وجود بعض الظروف المعينة .

تنتج الغدة الدرقية هرمونين أساسين هما ثيروكسين ( ت4 ) و الهرمون الأكثر نشاطاً و هو ثلاثي يودثيرونين ( ت3 ) , و تحدث معظم تحولات ثيروكسين ( ت4 ) إلى هرمون ثلاثي يودثيرونين ( ت3 ) داخل الكبد بتأثير إنزيم يدعى ديودنييز نوع-1 , و الذي يعمل على تجزئة جزئ ثيروكسين ( ت4 ) و يحوله إلى هرمون ثلاثي يودثيرونين ( ت3 ).

يعمل السيلينيوم على تنشيط إنزيم التحول الدرقي داخل الكبد و مع ذلك فإن زيادة كمية المعدن تؤدي إلى تأثيرات ضارة عكسية بمعنى أنها تعمل على تناقص نشاط الغدة الدرقية أو ما يعني نقص هرمونات الغدة الدرقية , و يبدو هذا حقيقياً بوجه خاص إذا ما كان هناك نقص في معدن آخر  يوجد بكمية ضئيلة و تحتاجه الغدة الدرقية في عملية البناء و هو اليود.

حيث يشكل اليود ثلث محتوى الغدة من الهرمونات حيث يكون الثلثان الآخران الحامض الأميني ( تيروسين ) .

جرعة السيلينيوم و الكمية المسموح بها

يختزن بعض السيلينيوم داخل الجسم و الكمية اليومية الموصى بها و المسموح بها من هذا المعدن هي 70 ميكروجراماً للرجال و 55 ميكروجراماً للنساء , و يوصي معظم الباحثين الذين أجروا دراسات حول هذا المعدن بألا يزيد إستهلاك السيلينيوم على 500 ميكروجرام كل يوم بأي حال.

و تمد الوجبات العادية اليومية الجسم بما يعادل 35 إلى 60 ميكروجراماً في اليوم مع ملاحظة أن الأغذية البحرية هي أغنى مصدر لهذا المعدن , و يجب الإنتباه إلى أن أخذ فيتامين ( ج ) مع مقويات السيلينيوم يعمل على خفض نسبة إمتصاص المعدن و لكن هذا لا يحدث مع كل أشكال السيلينيوم مثل تلك التي تتحد مع الحامض الأميني ( ميثيونين ) .

في الوقت الذي تريد فيه الحصول على كمية كافية من السيلينيوم من خلال الغذاء العادي أو المقويات فيجب الحذر من الإفراط في إستخدام هذا المعدن حيث أن تناول كميات زائدة منه يؤدي إلى تأثيرات جانبية تتضمن الإجهاد و الغثيان وألم البطن و الإسهال و تغير لون قاعدة الأظافر إلى الأحمر و سقوط الشعر و نقص الخصوبة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللبن الزبادي أمل جديد على الساحة الرياضية

أقراص خلاصة الكبد و لاعب كمال الأجسام